آخبار عاجل

 كيف أساعد ابني علي تغيير عادته السلبية؟ .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (16)

13 - 02 - 2021 4:11 3146

 قد نعتقد أننا إذا انتقدنا سلوكاً لأطفالنا ودعوناهم لاستبداله بسلوك آخر فإنهم سوف يستجيبون لنا وسنصل إلي ما نريد لكن الواقع أنهم سيرفضون ما ندعوهم اليه بل أننا قد نستفزهم إلي الثورة علينا لأنهم سيعتقدون بأننا نضايقهم أو أننا نجرح اعتزازهم بأنفسهم   .
 ولأوضح ما ذكرته سأضرب هذا المثال لأبين الأثر السلبي لمثل ذلك الانتقاد علي سلوك أطفالنا وما هو الأسلوب الصحيح البديل له :
 لاحظت فاطمة أن ابنها محمود البالغ من العمر عشر سنوات يكثر من مشاهدة التليفزيون ولا يمارس رياضة معينة يداوم عليها فأرادت أن تنتقد سلوكه وتقترح عليه سلوكاً بديلاً لكي تبعده عن مشاهدة التليفزيون فقال له:
 هل تزيد أن تشاركني المشي قليلاً؟
 رد عليها محمود وعيناه لا تفارق شاشة التليفزيون :
 لا لا اريد لأني اشاهد فيلماً مشوقاً .
قالت فاطمة لعلها تقنع ابنها: الفيلم المشوق سيتلوه فيلم مشوق آخر هل أنت راض عن نفسك هكذا اليوم إجازة وأنت منذ الصباح لم تخلع البيجاما وعيناك لم تفارق برامج التليفزيون.
أجاب محمود بتذمر واضح : أمي البرنامج ممتع ولا اريد أن اتركه سأمشي معك مرة اخري 
عادت فاطمة تلح علي ابنها قائلة :
 الجو رائع في الخارج والرياضة ستفيد جسمك وأنت تترك كل  ذلك من أجل برنامج في التليفزيون لا ادري كم برنامج ممتع سنشاهد اليوم؟ 
رد محمود بتأفف: أوه يا أمي ألا تتركيني وتذهبي .
 عادت فاطمة تحاول اقناع ابنها:
 انت لا تقوم بأي تمارين رياضية لو تركتك تعفل ما تريد فقط ستضعف صحتك فأنت لا تتوقف عن أكل الحلويات ومشاهدة التليفزيون طوال النهار .
أجاب محمود وهو يوشك علي البكاء: لا أنا لا أفعل ذلك ولا اريد ايضاً أن أمشي معك.
لقد غضب محمود لأن أمه جرحت اعتزازه بنفسه فالأطفال يريدون ما يؤكد اعتزازهم بأنفسهم ولا يريدون أن ينتقدهم اباؤهم بل يسعون إلي كسب اعجابهم ابناؤنا يمتصون انتقادنا كما تمتص الاسفنجة الماء لأنهم يرون أنفسهم من خلال عيوننا .

إذن نحن لا نحرك بمثل ذلك  الانتقاد السلبي لتصرفات أبنائنا رغبتهم في تطوير أنفسهم وقد يعتقدون أن من الأفضل لهم أن لا يجربوا حتي لا يصابوا بالفشل إلا أننا نستطيع أن نصل إلي ما نريد عن طريق جعل انتقادنا إيجابيا بدل أن يكون سلبياً.

كان علي فاطمة أن لا تقطع علي ابنها مشاهدته لفيلم مشوق يراه ليمشي معها لأنها تريده أن يترك مشاهدة التليفزيون وانما تضع له نظاماً سابقاً  تعود ابنها عليه بأن تحدد له وقتاً معيناً بشاهد خلاله التليفزيون حسب ما عليه من واجبات اثناء الدراسة وثلاث ساعات في أيام الاجازة إلا أن في إمكانه اختيار الوقت المناسب لمشاهدة برامجه علي أن يكون ذلك علي حساب تأديه واجباته المدرسية فهذا الأسلوب في التعامل مع الطفل يعطي نتيجة إيجابية اكثر من أن تنتقده أمه اثناء مشاهدته للتليفزيون بأن تقول له: 
أنت لا تقوم بأي تمارين رياضية لو تركتك تفعل ما تريد ستضعف صحتك لأنك لن تتوقف عن أكل الحلويات ومشاهدة التليفزيون طوال النهار لأننا وجدنا النتيجة السلبية التي تمثلت في امتصاص الابن لانتقاد أمه بقوله وهو مقهور النفس: لا أنا لا افعل ذلك ولا أريد ايضاً أن أمشي معك.
أي أنه دافع عن شخصيته التي جرحتها والدته بوصفها باللامبالاة والبلادة وثار عليها لأنها افسدت عليه متعته وهو يشاهد برنامجه بأن ازداد عناداً  وواصل مشاهدته للتليفزيون وحتي لو ترك محمود مشاهدة التليفزيون مرغماً فإنه لن يمشي مع والدته سيفعل أي شي آخر يحبه لا ما تريد منه والدته أن يفعله إلا أن امكان الأم ايضاً أن تجلس مع ابنها فيما بعد وتجري معه حواراً فتقول له مثلاً:
هل تعلم أن مشاهدة التليفزيون مدة طويلة تجعل عقل الانسان خاملاً لأننا لا نستخدمه وانما نتلقي دائماً البرامج المقدمة لنا  ثم تتابع قائلة: قد يفيدنا التليفزيون أحياناً ببرامجه المفيدة وقد يسلبنا أحيانا لكن علينا أن لا نجعله مركز اهتمامنا كله لأن عقلنا يريد أن يتحرك وأن يفيدنا فنستخدمه في ممارسة هوايات اخري مثل الرسم والقراءة والألعاب العقلية كما أن اجسامنا بحاجة إلي الرياضة والطعام المغذي لكي تنمو بطريقة صحية لذلك علينا أن نقسم نشاطنا خلال يومنا حتي نستطيع أن نتمتع ونستفيد بكل ما أنعم الله علينا من نعم .
 ومن الأفضل أن تسأل انها عن رأيه لأن ذلك يشعره بقيمة ذاته ويساعده علي أن يتقبل حديثها أو نصيحتها اللامباشرة ويرغب في تنفيذها لكن علي الام أن لا تتوقع أن ينفذ ابنها كل ما وعدها به منذ أول جلسة يكفي أن ينفذ ٢٠٪ مما وعدها ليعني ذلك تطوير شخصيته.
 إن اكتساب العادات الجديدة صعبة في البداية علي الكبار والصغار لكن إذا تواجدت الرغبة من الأبناء ومعها الصبر والفهم والتعاون من الوالدين مع اختيار العبارات التشجيعية من الآباء للأبناء وتكرار الجلسات بينهم بطرق مختلفة تقوم علي الانتقاد البناء والاحاديث القصصية أو المسلية في المساء أو قبل النوم فإن هذه الجلسات ستمد جسراً من الصداقة بينهم وبين أبنائهم ليصلوا إلي المزيد من الفهم بمميزاتهم الشخصية فيساعدوهم علي تطوير شخصياتهم بأنفسهم .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved